🚇 مشكلة العربة (Trolley Problem)
هي تجربة فكرية فلسفية تهدف إلى دراسة الأسئلة الأخلاقية والمعضلات المتعلقة باتخاذ القرارات في مواقف صعبة. تم طرح هذه الفكرة لأول مرة من قبل الفيلسوفة البريطانية (فيليبا فوت) عام ١٩٦٧م، وتم تطويرها بشكل أكبر من قبل الفيلسوفة (جوديث جارفيث طومسون).
🚉 وصف المشكلة
تتخيل أنك تقف بجانب سكة حديدية وتشاهد عربة تسير بسرعة، وفي مسارها خمسة أشخاص مقيدين بالسكة ولا يستطيعون الهروب. لديك خيار لتحويل مسار العربة إلى مسار آخر، لكن هذا المسار الآخر يوجد عليه شخص واحد فقط مقيد بالسكة. السؤال الأخلاقي هو:
هل ستقوم بتحويل مسار العربة لإنقاذ الخمسة مع التضحية بالشخص الواحد؟ أم ستبقي الوضع كما هو، مما يؤدي إلى وفاة الخمسة؟
🚆 أبعاد المشكلة
١. المنفعة العامة:
هل يجب أن نتصرف لتحقيق أكبر قدر من الخير لأكبر عدد من الناس كما يعتقد (المذهب النفعي)؟
والجواب على ذلك من الناحية الشرعية أو فلنقل من ناحية الفلسفة الأخلاقية: هو أن الحاكم في هذه المسألة هي ما يعرف بـ (قاعدة التزاحم) القاضية أنه بحال تزاحم أمران؛ بحيث لا يمكن امتثالهما معًا، فيقدَّم ذو المصلحة الأعلىٰ. وليس مناط علو المصلحة هو العدد، بل ينبغي أخذها من مختلف الحيثيات، فربما كانت حياة إنسان أصلح من حياة مائة...
٢. الأخلاق المبدئية والمسؤولية:
هل هناك مبدأ أخلاقي يمنعنا من التدخُّل حتى لو كانت نتيجة عدم التدخُّل أسوأ كما يراه بعض أنصار (الأخلاق الكانطية)؟
وهل المسؤولية الأخلاقية تزداد إذا اتخذنا قرارًا نشطًا (مثل تغيير المسار) مقارنة بالقرار السلبي بترك العربة تمضي في مسارها؟
والجواب على هذين السؤالين منوط أيضا بمعرفة المصالح والمفاسد من التدخُّل وعدمه، فإن الغاية الأخلاقية ليس التدخُّل بما هو هو، بل التأثير الإيجابي، ولربما كان التأثير في كفِّ اليد أو الاعتكاف أو ما يُعرف في السياسة بـ(المعارضة السلبية).
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|