🔴 #حب_الله_هو_الدين
🔹 #الله_كنز_الحب_الخفي
جاءَ في [إنجيل مَتَّىٰ الإصحاح ١٣: الآية ٤٤]: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزًا مُخْفًىٰ فِي حَقْلٍ، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَىٰ وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَىٰ ذلِكَ الحَقْلَ". كما جاءَ في الحديث القدسيِّ عَنِ اللّٰهِ تعالىٰ: "كُنْتُ كَنْزًا مَخْفِيًّا، (فَأحْبَبْتُ) أَنْ أُعْرَفَ، فَخَلَقْتُ الخَلْقَ لِكَيْ أُعْرَفَ".
أمَّا أنَّ اللّٰهَ كَنْزٌ، فهذا بَيِّنٌ، فهو تعالىٰ (الصَّمَدُ)؛ أي المُسْتَوْدَعُ لكلِّ خيرٍ لا يَنْفَدُ، يُؤْتَىٰ للحاجةِ إليهِ، ولا يأتي لِعَدَمِ حَاجَتِهِ إلىٰ أحَدٍ.
وأمَّا أنَّهُ كنزٌ (مُخْفًىٰ)، فهو ليس تعبيرًا حقيقيًّا؛ إذْ لا يخفىٰ علىٰ أحدٍ أنَّه تعالىٰ نورُ الوجودِ الظاهرُ بنفسِه المُظْهِرُ لغيرِه. وما نِسْبَةُ الخَفَاءِ إليه إلا للإشارةِ إلىٰ أنَّه كان في الأزَلِ ولم يكنْ معه أحدٌ لِيَعْرِفَهُ أصْلًا؛ فَانْتَفَتِ المعرفةُ لانْتِفَاءِ العارِفِ لا لِخَفَاءِ المعروفِ.
🔹 #الله_كرم_مطلق
إنَّ اللّٰهَ كَرَمٌ مُطْلَقٌ وَبِأَعْلَىٰ دَرَجَاتِ الكَرَمِ؛ لذلك فهو لا يَجُودُ علىٰ الموجودِ الذي يَسْأَلُهُ العطاءَ أو لا يَسْأَلُهُ فَحَسْبُ، بل جُودُهُ كما وَسِعَ الموجودَ، كذلك وَسِعَ غيرَ الموجودِ أيضًا؛ حيث أَخْرَجَنَا مِنْ ظُلُمَاتِ العَدَمِ ليَتَكَرَّمَ علينا بالوجودِ أوَّلًا، ثُمَّ نَكُونَ مَحَلًّا قابِلًا لِفَيْضِ كَرَمِهِ ثانيًا؛ فَكُلُّنَا رَشْحَةٌ مِنْ رَشَحَاتِ وُجُودِهِ، وَذَرَّةٌ مِنْ ذَرَّاتِ فَيْضِ جُودِهِ.
🔹 #كيف_نحب_الله؟
قد عَرَفْنَا مِمَّا تَقَدَّمَ أنَّ اللّٰهَ هو كَنْزُ الخيرِ المُطْلَقِ وصَمَدُهُ ومُسْتَوْدَعُهُ، وقد ابْتَدَأَنا بالحُبِّ؛ إذْ أَوْجَدَنا لِيُكْرِمَنا بِنِعَمِهِ التي لا تُحْصَىٰ، وهذا أسمىٰ مَصَادِيقِ الحُبِّ؛ إذْ لا ينتظرُ الحبيبُ أنْ يَلْقَىٰ حَبِيْبَهُ ليكونَ مَحَطَّ إِكْرَامِهِ، بل يُوجِدُهُ في سَاحَةِ كَرَمِهِ لِيَشْمُلَهُ بِنُورِ مَحَبَّتِهِ الذي لا يُحْجَبُ، ويَرْوِيهُ مِنْ ماءِ نَبْعِها الذي لا يَنْضَبُ.
ومِنْ هُنَا وَجَبَ علينا أنْ نُبادِلَهُ الحُبَّ سواءٌ بِحُجَّةِ شُكْرِهِ أم اسْتِحْقَاقِهِ؛ كما جاءَ في الحديثِ القُدْسِيِّ: "يا ابْنَ آدَمَ إِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، فَبِحَقِّي عَلَيْكَ كُنْ لِي مُحِبًّا".
ولا يخفىٰ أنَّ مِنْ أُولىٰ مراتبِ الحُبِّ أنْ نَكُونَ أُمَناءَ علىٰ ما وَهَبْنَاهُ الحبيبُ تعالىٰ؛ فلا نستعملُ جَوَارِحَنا وجَوَانِحَنا التي وَهَبْنَاهَا إلا فيما يَقُودُنا إلىٰ الكمالِ ويُرْجِعُنا إلىٰ ذي الجلال: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}.
وما (الدِّيْنُ) سوىٰ إشاراتِ سَيْرٍ تَرُدُّنا إلىٰ صِراطِ الكمالِ المستقيمِ، وتُوثِقُ تَعَلُّقَنا بِحَبْلِ الدليلِ المَتِينِ، فيما إذا انْحَرَفَتْ خُطانا عَنْ جَادَّةِ سعادةِ الدَّارَيْن (الدنيا والآخرة)؛ وقد تَقَدَّمَ مِنَّا أنَّ: "الدِّيْنُ خَارِطَةُ حَيَاةٍ سَعِيْدَةٍ نَحْوَ آخِرَةٍ أَسْعَدَ".
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|