🔴 #إضاءة_عقائدية
تنتشرُ مقولةٌ على مَنَصَّاتِ التواصلِ وألسنةِ البعض، هي: "لا يُرْفَعُ قَضَاءٌ حتَّى يُرْضَى بِهِ". فأقولُ:
- أولًا:
أُنبِّه مرةً ثانيةً على أنَّه (مقولة) وليس حديثًا.
- ثانيًا:
إنَّ مفادَ هذه المقولةِ غيرُ دقيقٍ مِنَ الناحيةِ العقائديةِ؛ فلا يخفى عليكم أنَّ اللّٰهَ يرفعُ البلاءَ برحمتِه وحكمتِه وإنْ لم يرضَ العبدُ به. نعم، ربما كان الرضا سببًا في الرفعِ، أما انحصارُ الرفعِ به، ففيه ما فيه.
فالحقُّ سبحانَه لا يتعاملُ معنا بمنطقِ الغضبِ والانتقامِ؛ كما وردَ في المقولةِ؛ بمعنى: (إذا لم ترضَ ببلائِي، فَلَكَ الويلُ والثُّبورُ وعظائمُ الأمورِ، فإنِّي لَنْ أرفعَه عنك)، فهذا غيرُ صحيحٍ، لأنَّ اللّٰهَ يعاملُنا بتمامِ المحبةِ وكمالِ الرحمةِ، فيرفعُ عنَّا ما أصابَنا حتى لو كُنَّا ننكرُ وجودَه! فهذا الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) يقولُ في دعاءِ شهرِ رجبٍ: "يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْه (وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ) تَحَنُّنًا مِنْهُ وَرَحْمَةً".
إذًا الحنَّانُ المنَّانُ يُنزلُ علينا الرحماتِ ويَرفعُ البَلِيَّاتِ لِعِلَلٍ عديدة، فربما يرفعُها لاشتدادِ ضعفِنا وعِظَمِ انكسارِنا، وربما يرفعُها لوجودِ بناتٍ في بيوتِنا... فهذا الحديثُ الصحيحُ عَنِ النبيِّ الكريمِ يقولُ: "ما مِنْ بيتٍ فيه البناتُ إلا نَزَلَتْ كُلَّ يومٍ عليه اثْنَتَا عَشْرَةَ بَرَكَةً وَرَحْمَةً مِنْ السَّمَاءِ، ولا تَنْقَطِعُ زِيَارَةُ المَلَائِكُةِ عَنْ هذا البَيْتِ يَكْتُبُونَ لِأَبِيهِنَّ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ". ألا نرى كيف يُنْزِلُ اللّٰهُ تعالى على أبِ البناتِ الرحمةَ مطلقًا؛ أي سواءٌ كان مؤمنًا أم لا، راضيًا أم لا؟!
- ثالثًا:
إنَّ الثابتَ الصحيحَ في الكتابِ والسُّنةِ أنَّ أكثرَ ما يرفعُ البلاءَ والقضاءَ هو #الدعاء، فقالَ تعالىٰ: { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ...} [سورة الفرقان:٧٧]، وجاءَ في الحديثِ الصحيحِ: "إنَّ الدعاءَ يَرُدُّ القَضَاءَ، يَنْقُضُه كما يُنْقَضُ السِْلْكُ وَقَدْ أُبْرِمَ إبْرَامًا". فلنتدبَّر.
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|