|
🔴 #زواج_رجال_الدين_المسيحيين
لم يمنع مُعْتَقَد من أصل زواج الرجال والنساء عامَّة. أما رجال الدين، فزواجهم موجود ومعترف فيه في الشريعتين اليهودية والإسلامية المحمدية، في حين تختلف وجهات النظر بالنسبة لزواج رجال الدين المسيحيين.
أما غير الكهنة؛ أي ما دون هذه الرتبة، مِمَّا يعني (القارئ والمرتِّل والشدياق والشماس)، فلا بأس بزواجهم، وإنما وقع الخلاف بالنسبة إلى (الكاهن) وما تليه من رُتَبٍ كنسيَّةٍ؛ وهي: (الخورأسقف والأسقف والبطريرك والبابا) على تفصيل. مع الإشارة إلى أن منع زواج الكهنة وما تليهم من رتب ليست عقيدة مسيحية أساسية في الكنيسة الكاثوليكية، وإنما هو مجرد قانون أو فلنقل (تدبير كنسيٌّ)، فلنتنبَّه.
كما يجدر التنبيه إلى أنَّه تاريخيًا كان عدد من باباوات (الكنيسة الرومانية الكاثوليكية) متزوجين، منهم: البابا إسكندر السادس، ويوليوس الثاني وغيرهم، كما أنَّ #القديس_بطرس (أحد رسل المسيح وحوارييه الاثني عشر)، وهو أول بابا من سنة ٣٣ إلى ٦٧ ميلادية، كان متزوجًا تبعًا للتقاليد المسيحية، وكانت له ابنة.
والتفصيل:
- أما (الكنيسة الكاثوليكية)، فهي تمنع زواج الكهنة، ولكن مع وجود استثناء في (اللكنائس الكاثوليكية الشرقية) التي تسمح بزواجهم شريطة أن يتمَّ ذلك قبل نَيْلِ #السر_الكهنوتي ، فيما ينذر الرهبان رجالا ونساء نذر العفة - أي البتولية - إلى جانب الطاعة والزهد. والكهنوت كلمة سريانية، وأصلها ܟܳܗܢܘܽܬ݂ܳܐ (كهنوثا) يعني (الخدمة).
والسر الكهنوتي ليس سِرًّا بالمعنى الظاهر، فهو ليس عِلْمًا خفيًّا عن عامَّة المسيحيين، وإنما: (هو حقيقة إلهية غير مرئية تتجلّى في عمل إنساني مرئي؛ كـ #سر_العمادة مثلا؛ فإن العمادة فعلٌ مرئي يتجلى عنه حلول الروح القدس في المتعمَّد...
وإنما يستحق الكاهن السر الكهنوتي بعد أنْ يكرِّس نفسه لخدمة ذي الجلال متخليًا عن متعلقات الدنيا... وهذه كرامةٌ ليس بعدها كرامة، فإذا فعل، فليس له أن يرجع إلى الوراء.
- وأما (الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية)، فهي تسمح بزواج الكهنة وتفرض البتولية على (الرهبان) وحدهم، وكذلك حال (الكنائس البروتستانتية التقليدية).
- وأما (البروتستانتية غير التقليدية)، فلا يوجد لديها سِرُّ كهنوت من الأساس، وغالبًا ما يكون القسيسون والأساقفة البروتستانت من المتزوجين.
- وفي العالم المسيحي الغربي أحدث القِسِّيس #مارتن_لوثر في القرن السادس عشر الميلادي ثورة إصلاحية شملت السماح للقسيسين بالزواج، وكان مارتن لوثر نفسُه قد تزوج في ١٣ يونيو ١٥٢٥م.
#إضاءة:
أدى وجود زواج رجال الدين إلى نشوء طبقة كهنوتية وراثية، وكانت على رأس الطبقات الاجتماعية في العالم المسيحي الشرقي، ومن أبرز هذه المجتمعات:
(إكليروس أوكرانيا الغربية) التي شكَّلت طبقة كهنوتية متماسكة ووراثية أشبه ما تكون بطبقة النبلاء، وتمتعت بمستوى ثقافي عال وكانت ناشطة سياسيًا.
و #الإكليروس: (هو النظامُ الكهنوتيُّ الخاصُّ بالكنائسِ المسيحيَّةِ الذي كانت بداية انعقاده في القرنِ الثالثِ الميلاديِّ أي خلال المجامع الأولى).
أما (الكنيسة الروسية الأرثوذكسية)، فقد شكَّل رجال الدين مع مرور الوقت طبقة وراثية من الكهنة. وكان الزواج من خارج هذه العائلات الكهنوتية ممنوع منعا باتا؛ حيث لم يتسامح بعض الأساقفة مع رجال الدين الذين يتزوجون من خارج الأُسَرِ الكهنوتية في أبرشيتهم، و #الأبرشية أو #الأسقفية هي: (أصغر وحدة في النظام الكنسي). ولكن في عام ١٨٦٧م ألغى (السينودس) مطالبة الأسر بمواقع كهنوتيَّة.
و #السينودوس: (هو ملتقى فكري فاتيكاني يضم نحو ٢٥٠ أسقفا ورئيس أساقفة وكاردينالا من مختلف دول العالم للبحث في مسائل متعلقة بالأصولية المسيحية والعلاقة بين الدين والعلم والحوار مع اليهودية، في إطار نقاش حول كلام الله). وقد تأسَّس سينودوس الأساقفة سنة ١٩٦٥م، وفِكرته الأساسيّة كانت تدعيم أسس الوحدة بين البابا والأساقفة.
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|
