﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 الإمام المهدي (2) (عليه السلام) 

القسم : الخطب   ||   التاريخ : 2011 / 01 / 27   ||   القرّاء : 16302

       بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الدائم في ملكه، القائم في عزه، المطاع في سلطانه، المتفرد في كبريائه، المتوحد في ديمومة بقائه، العادل في بريته، الكريم في تأخير عقوبته. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا، صمدا، فردا، حيا قيوما، دائما أبدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. ونشهد أن محمدًا عبده المصطفى ورسوله المنتجب أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأئمة، وسيلةِ الله إلى رحمته، والذريعةِ -أي الوسيلة- إلى رضوانه، وخلفائِه في أرضه، ومصابيح ِالهدى في سمائه. واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، إلى أن يشاء رب العالمين. وبعد..

       عباد الله! أوصيكم وأوصي نفسيَ الأمارةَ قبلَكم بتقوى الله، الذي وعدنا فقال: >وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ< سورة الأنبياء، آية 105. وقال:>وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ< سورة القصص، آية 5. >... وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ< سورة الزمر، آية 20.

ولادته:

      وُلِدَ الإمام المهديّ المنتظر محمّد بن الحسن (عجّل الله فرجه) ليلةَ الجمعة الخامس عشر من شعبان سنة خمسٍ وخمسينَ ومائتين للهجرة، وعندما وُلِد سطع نور إلى عنان السّماء، ثمّ سقط (عليه السلام) لوجهه ساجدا لربّه، ثمّ رفع رأسه وهو يقول: ﴿شَهِدَ الله ُ أنَّهُ لا إلهَ إلا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لا إلَهَ إلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ * إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ...﴾. أمّه السيّدة الجليلة "نرجس " مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الرّوم، وأمّها من وِلد الحواريّين، تنتسب إلى شمعون وصيّ المسيح (عليه السلام).

تولّى منصب الإمامة إثر استشهاد أبيه يوم الجمعة الثامن من ربيع الأول سنة ستينَ ومائتين للهجرة، على إثر سمٍّ دسَّه المعتمد العباسي، فكان له من العمر خمس سنوات، ولا عجب في ذلك؛ فإن الله تعالى آتاه الحِكمة وفَصْلَ الخطاب كما آتى أجداده (عليهم السلام)، ومنهم الإمام محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام)، وكان له من العمر سبع سنوات، وولده الإمام عليّ بن محمّد الهادي (عليهما السلام)، وكان له من العمر ثماني سنوات، ومن قبلهم يحي بن زكريّا (عليهما السلام) وهو صبيّ؛ قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا *إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا *قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * يَا يَحْيَ خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ وآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾.

 وعيسى ابنُ مريم (عليهما السلام) وهو في المهد؛ قال تعالى: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾. و>اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ<.

      وكان للإمام غيبتان: صغرى من سنة 260 إلى 328 للهجرة، كان يتواصل فيها مع الناس من خلال سفرائه الأربعة: عثمان بن سعيد العمري، ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري، الذي انتهت الغيبة الصغرى برحيله، وابتدأت الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا. "اللهم إنا نشكو إليك، فقد نبينا، وغيبة ولينا،  وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصل على محمد وآله، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وبضر تكشفه، ونصر تعزه، سلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسانها، برحمتك يا أرحم الراحمين".

الفائدة من غيابه (عجّل الله فرجه):

    لقائل أن يقول: التسليم بوجود المهديّ مع عدم إمكانيّة رؤيته والاتصال به يلزم منه عبثيّة الباري تعالى، إذ لا نجِد فائدة من وجوده، وبالتالي يكون وجوده لغويًّا، وبما أنّ اللغو والعبث ممتنعان عن الحكيم سبحانه لقبحهما، إذن فالمهديّ غير موجود!

    الجواب: إنّ اللغوية تتوقّف على عدم الفائدة من وجوده، لا على عدم رؤيته، كما أنّ عدم رؤيته لا يدلّ على عدم وجوده؛ لأنّ عدم الوِجدان لا يدلّ على عدم الوجود. فيبقى أن نشير إلى وجه الانتفاع منه في غيبته عجّل الله فرجه، فنقول:

1- جاء في وصيّته (عجل الله تعالى فرجه) لشيعته كما ورد أيضا عن الصّادق (عليه السلام) أنّ وجه الانتفاع منه في غيبته فكالانتفاع بالشّمس إذا غيّبها عن الأبصار السّحاب، فإنّ شعاع الشّمس وإن خَفُتَ حينها إلا أنّ تأثيره لا يغيب عن ذوي الألباب.

      فالإمام (عجل الله تعالى فرجه) لا ريب يتدخّل في شؤون الأمّة ويشرف عليها، كما تُعْرَضُ عليه أعمال الخلائق في كلّ ليلة جمعة لِما جاء في العديد من الرّوايات، وهذا لا يتنافى مع غيابه عن الأبصار. فالملائكة والرّوح على مَن تتنـزّل ليلة القدر ﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾؟ وهل يليق بغير المعصوم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن تتنـزّل عليه الملائكة.

2- قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا...﴾، هذه الآية تبيّن أحد أدوار الإمام (عليه السلام)وهي الشّهادة على أمّته ولابدّ للشّهيد أن يكون معصوما لتُقبل شهادته المترتّب عليها دخول الجنّة أو النّار، كما لا بدّ أن يكون موجودا ليتمكّن من الشّهادة؛ وإلا كيف يشهد على الخلائق وهو لم يطّلع على أعمالهم؟!

3- إنّ للإمام فضلا على هذا العالم في بقائه، إذ لو خلت الأرض منه لساخت؛ فهو أمان لأهل الأرض وبركة ورحمة للأمّة، وبذلك جاءت الأخبار، منها قول الإمام زين العابدين (عليه السلام): "ونحن أمان أهل الأرض كما أنّ النّجوم أمان لأهل السّماء، ونحن الذين بنا يمسك اللهُ السَّماءَ أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينـزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة، ويخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها".

4- إنّ العديد من الأولياء والصالحين رأوا الإمام روحي فداه، وقد أبلغهم وأسرّ لهم ما أفادوا به هذه الأمّة، وقد صُرِّح ببعض هذه اللقاءات التي تملأ الكتب، وقد رواها ثِقاة المسلمين وفقهاؤهم وعظماؤهم مِمّن يوثق بهم، ويُعْتَدُّ بإخبارهم، وهذا موجب للقطع بوجوده. فإذا تحقّق الاتّصال به ولو ضِمن نِطاق ضيِّق تحصل الفائدة، ولو أنّنا نسلّم بوجوده وعظيم نفعه دون رؤياه العينيّة، فهو حاضر معنا، يتألّم من أجلنا لِما يراه من الفتن المُحْدِقة بنا، يدرأ عنّا الأخطار، ويستعدُّ لإذن الجبّار، ليثأر لأبي الأحرار، عجّل الله تعالى فرجه، وسهّل مخرجه، وجعلنا من أنصاره وأعوانه، والمستشهدين معه.

في بعض حقوقه (عجّل الله فرجه) علينا:

      إنّ معرفة الإمام (عجل الله تعالى فرجه) المقصودة في الحديث المتواتر: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة "،  لا تعني معرفة اسم أمِّه وأبيه وجدّه سلام الله عليهم فحسب، أو تاريخ ميلاده، أو علامات ظهوره، بل تعني معرفة حقوقه علينا، وفضله على عالمنا، منها:

أوّلا: حقّ الوجود:

       قال تعالى: >وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون<، فالغاية من خلق الخلق العبادة، والعبادة تحتاج إلى معلم، فلولاه لما كانت العبادة، وبالتالي لما تحققت الغاية من الخلق، والمعلم هم الرسل والأنبياء من قبل، وأئمتنا من بعد. فلولاهم لما خلقنا الله، لأن حياتنا ستكون حينها بلا هداية، يعني بلا غرض حكيم، وأفعال الله كلها لا بد أن تكون لمصلحة وحكمة، وإلا كانت لغوية عبيثة (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). وإلى هذا أشار تعالى فيما ورد في حديث الكساء: "يا ملائكتي، ويا سكان سماواتي، إني ما خلقت سماء مبينة، ولا أرض مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة، ولا فلكا يدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسري، إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء".     

ثانيا: حقّ البقاء في الدّنيا:

      عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: " لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت ". لأن عدم الإمام يعني انتشار الفساد، وغلبة الشر.

ثالثا: حقّ القرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

      قال تعالى: ﴿... قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلا المَوَدَّةَ في القُرْبَى...﴾.

رابعا: حقّ المُنعم على المُتَنَعِّم:

      فهم واسطة النّعمة حيث روي عن إمامنا زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال لأبي حمزة: "يا أبا حمزة! لا تنامنّ قبل طلوع الشّمس، فإنّي أكرهها لك، إنّ الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد، وعلى أيدينا يجريها "، ووجوب شكر المنعم لا يحتاج إلى برهان، نعم قد يستدعي التنبيه، فعن الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "من أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا، فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنّكم كافأتموه".

خامسا: حقّ الوالد على الولد:

      فإنّا مخلوقون من فاضل طينتهم (عليه السلام)، كما أنّ الولد مخلوق من والده. عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال لعليّ (عليه السلام): " يا عليّ أنا وأنت أبوا هذه الأمّة ". وعن الصّادق (عليه السلام): "إنّ الله خلقنا من علّيّين، وخلق أرواحنا من فوق ذلك، وخلق أرواح شيعتنا من علّيّين، وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم تَحِنُّ إلينا".

سابعا: حقّ العالم على المتعلِّم:

      قال تعالى: ﴿... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾.

      ويبقى العديد من حقوقهم عليهم السّلام علينا، فهم واسطة الفيض، وغاية الخلق، وخلفاء الإله، من أجلهم كنّا، ولقائمهم ما زِلنا. فإذا عرفنا ما عرفنا علينا أن نؤدّي ما كنّا قد قصّرنا، ونعلِّم النّاس ما جهِلنا، لندفع عنّا وعنهم ميتة الجاهليّة الأولى، نسأل الله حُسْنَ العاقِبة والجنّة المأوى.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

البحوث الفقهية

البحوث العقائدية

البحوث الأخلاقية

حوارات عقائدية

سؤال واستخارة

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 كَبُرْتُ اليوم

 الاستدلال بآية الوضوء على وجوب مسح الرجلين

 العدالة

 السعادة

 قوى النفس

 البدن والنفس

 تلذُّذ النفس وتألمها

 العبادة البدنية والنفسية

 العلاقة بين الأخلاق والمعرفة

 المَلَكَة

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 الإظهار الحلقي

 عِلم الله تعالى

 زيارة الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)

 التوحيد

 خمس الدَّين

 الإمام الحسين بن عليّ الشهيد (عليهما السلام)

 ستمسي الأرض خالية

 العدل 2

 أحكام النون والميم المشددتين والغنة

 الأذان والإقامة

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net