🔴 إطالة العزاء الحسينيِّ لأكثر من ثلاثة أيام
- إشكال:
إن كان العزاء في الشريعة المحمَّديَّة لثلاثة أيام، فَلِمَ العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) يطول عن ذلك؟!
والجواب:
صحيح أن السُّنَّة جرت على أن يكون العزاء على أمواتنا لثلاثة أيام، وهذا ثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند جميع المسلمين.
أما أبو عبد الله الحسين (بإبي هو وأمي ونفسي)، فليس الحزن عليه كحزننا على أمواتنا، وإنما هو الحزن الذي نستلهم منه الفِكرة، ونستقي منه العِبرة، ونتعلَّم منه الثورة، لإماتة الظلم، وإقامة العدل...
إن الحسين بن علي (عليهما السلام) لم يكن دمعة، وإنما كان سيف الحق الذي قاتل جبروت الباطل حتى هزمه بدمه، وصرعه بمنهجه الذي سنَّه جده المصطفى والأنبياء والأوصياء من قبله، فكان جَذْوَةً في أفئدة الأحرار لا تخمد، وكما جاء عن آل محمد (عليهم السلام): "إنَّ لقتل الحسين حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا".
- ولقائل أن يقول:
إن كانت مصيبة مقتل الحسين وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) وسبي حرائر النبوَّة قد حصلت في العاشر من محرَّم، فَلِمَ الشروع في مراسم العزاء من بداية هلال الشهر؟
والجواب:
إنَّ إظهار الحزن من بداية شهر محرَّم سنَّة أهل البيت وسيرتهم (عليهم السلام)، وتدلَّ على ذلك العديد من الروايات؛ منها قول الإمام الرضا واصفا حال أبيه الكاظم (عليهما السلام):
"كَانَ أَبِي إِذَا (دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ) لَا يُرَى ضَاحِكاً ، وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ".
فالسلام على الحسين يومَ وُلِدَ، ويومَ يموتُ، ويومَ يُبعث حيًّا مُخَضَّبًا بدمائه الزكيَّة القدسيَّة...
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|