🔴 أبو ذَرٍّ وتشيُّع جبل عامل
قال السيُّد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة عَنْ تشيُّع (جبل عامل): "ومن المشهور أنَّ تشيُّع (جبل عامل) كان على يد أبي ذرٍّ، وأنَّه لما نُفِيَ إلى الشام، وكان يقول في دمشق ما يقول، أخرجه معاوية إلى قرى الشام، فجعل ينشر فيها فضائل أهل البيت، فتشيَّع أهل تلك الجبال على يده. فلمَّا علم معاوية، أعاده إلى دمشق، ثمَّ نُفِيَ إلى المدينة". ثمَّ قال: "وهذا، وإنْ لم يرد به خبر مسند، لكنَّه قريب غير مستبعد".
وعليه، فلعلَّ لأبي ذرٍّ نَفْيَيْنِ؛ فالأول نَفْيُ معاوية له إلى (الشام - جبل عامل) بعد قدومه إلى دمشق، والثاني نَفْيُ ابن عفَّان له إلى (الرَّبَذَةِ) بعد عودته إلى (المدينة المنوَّرة).
وهنا نُلْمِعُ إلى أمور ثلاثة:
- الأوَّل:
إنَّ بذرة التشيُّع كانت على يد (قبيلة عاملة)، وهي من القبائل العربيَّة اليمنيَّة الأصل التي سكنت جنوبيَّ بلاد الشام، وتحديدًا (جبل عامل)، التي كانت تسكنها قبيلة (عاملة)، فتأثَّرت بخطاب أبي ذرٍّ الغفاريِّ عندما نُفي إلى الشام.
- الثاني:
(جبل عامل) لا يختصُّ بجنوبيِّ لبنان كما هو شائع اليوم، بل يشمل كلَّ جبال لبنان؛ حيث يدخل فيها (سهل البقاع) و(جبال كسروان)...
- الثالث:
إنَّ شيعة أهل (جبل عامل) مِنْ الشيعة الأوائل؛ حيث لم يسبقهم إلَّا جماعة محصورون من أهل (المدينة المنوَّرة). وقد كان أيضا في (مكَّة والطائف واليمن والعراق) شيعة قليلون، وكذا بعض مِنَ العجم، ولكن كان أكثر الشيعة في ذلك الوقت أهل (جبل عامل).
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|