#عاد_بخفي_حنين
(عَادَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ): إنه مثل يضرب لمن ذهب مستبشرًا بالفوز، فعاد خائبًا خسرانَ.
وتعود قصة المثل إلى خَفَّاف - أي صانع الخِفاف (الأحذية) - يُدعى (حُنَين)، كان مشهورًا في مدينة (الحيرة) بالعراق. وفي يوم مرَّ على دكانه أعرابي يركب على بعير محمَّل بالمشتريات، فأناخ بعيره بجواره، ودخل إلى دكانه متفحِّصًا كل خُفٍّ لديه حتى قلب الدكان رأسًا على عقب. وبعد أن أعجبه أحد خِفَافِه، راح يساوم (حُنَين) على ثمنه حتى أعياه من كثرة الجدال. ولكي يريح (حُنَين) قلبه، قبل بالثمن الذي يُرْضي الأعرابي، فكانت المفاجأة أن أدار الأعرابي ظهره مغادرا الدكان!
استشاط (حُنَين) غضبًا واتَّقد حَنَقًا، فقرَّر الانتقام من زبونه السئيل النيِّق. فأخذ الخُفَّين اللذين أعجبا الأعرابي، ولحق به مترصًّدًا طريقه، ثم سبقه واضعًا أحد الخفين على جانب الطريق، والآخر على مسافة منه، واستتر عنه مترقِّبًا.
وبينما الأعرابي في طريق العودة إلى قبيلته، وجد الخف الأول، فقال: ما أشبهه بخفي حُنين، لو كان زوجه معه لأخذتهما! فتركه ماضيًا في طريقه حتى وجد زوج الخف، فقال: ويكأن هذا زوج ذاك؟! فحمله مرتدًّا على عقبه حتى يأتي بالخف الأول تاركًا بعيره وما حمله.
هنا خرج (حُنَين) من خبئه سارقًا بعير الأعرابي الذي سرعان ما عاد إلى بعيره، فلم يجد له أثرًا.
وهكذا عاد الأعرابي إلى قبيلته راجلًا صفر اليدين سوى من خُفَّي حُنَين. ولمَّا سأله قومه، قال: (عُدْتُ بِخُفَّي حُنَيْنٍ)، فذهب قوله مثلًا للخيبة والخسران.
      
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|