﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 هل يقال: أنا فاطر أم مغطر؟ 

القسم : متفرقات لغوية   ||   التاريخ : 2025 / 03 / 10   ||   القرّاء : 51

هل يقال: أنا فاطر أم مفطر
شاع بين النَّاس أنَّ قول: (أنا فاطِر) غير جائز؛ لأنَّ معناه (أنا خالق)، وإنما يُقال: (أنا مُفْطِر). ولكنَّ الصحيح أنَّ كليهما فصيح ولا غلط فيه، ولكن (مُفْطِر) أفصح. 
وتوضيحه:
يقال لمن ترك الصوم أو نقضه: فاطر ومُفْطِر، والأوَّل اسم فاعل من الفعل (فَطَرَ)، والثاني اسم فاعل من الفعل (أفطر). وبالتالي ليس غلطا أن نقول: (أنا فاطِر)، كما يصحُّ أن نقول: (أنا مُفْطِر).
أمَّا أنَّه من معاني (فاطر) هو (خالق)، فهذا من غنى اللغة العربيَّة، وهو ما يُعرف بـ(المشترك اللفظيِّ)؛ ككلمة (عين)؛ فإنَّ لها معانٍ عديدة؛ منها: العين الباصرة، والعين النابعة، والعين الجاسوسيَّة، والعين الحاسدة، وعين الشيء أي ذاته...
وكذلك (فطر) مشترك لفظيٌّ، فهو بالأصل من الانشقاق مع ملاحظة جوف المشقوق؛ كقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}؛ أي انشقَّت وأخرجت ما في جوفها.
واستعمل الفعل (فطر) في الخلق؛ كقوله تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
واستعمل بمعنى (البَدْء)  في إيجاد شيء. قال الزبيديُّ في كتابه (تاج العروس): "وفَطَرَ الشَّيْءَ: بَدَأَه، وقال ابنُ عَبَّاس: ما كُنْتُ أَدْرِي ما {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر، فقال أَحَدُهُمَا: أَنا فَطَرْتُها؛ أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا".
وكذا استعمل الفعل (فطر) في ترك الصوم أو نقضه؛ قال ابن منظور في كتابه (لسان العرب) ما نصُّه: "ﻭاﻟﻔِﻄْﺮ: ﻧﻘﻴﺾ اﻟﺼﻮﻡ، ﻭﻗﺪ ﺃﻓْﻄَﺮَ ﻭﻓَﻄَﺮَ ﻭﺃﻓْﻄَﺮَﻩُ ﻭﻓَﻄَّﺮَﻩُ ﺗﻔﻄﻴﺮا". ومن هنا نقول: (عيد الفِطْر)، و(الفِطْر) مصدر للفعل (فَطَرَ) وفاعله (فاطِر)، ومنه قولنا: (زكاة الفِطْرَة). فلو لم يصح استعمال هذا المصدر واسم فاعله (فاطر) في نقض الصوم، لوجب أن نقول: (عيد الإفطار)، و(زكاة الإفطار).
* النتيجة:
كلمة (فاطر) لا تُطلق على (الخالق) خاصة، بل تُطلق أيضا على تارك الصوم أو ناقضه، وذلك من باب الاشتراك اللفظيِّ في اللُّغة، ولا حزازة في ذلك؛ نظير استعمالنا كلمة (ربّ) في (ربّ البيت) و(ربّ العمل)؛ بمعنى القوَّام والآمر الناهي، مع استعمال (الربّ) في الخالق أيضًا، واللّٰه العالم بحقائق الأمور. 
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني   
واتساب: 009613804079



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 هل يقال: أنا فاطر أم مغطر؟

 متلازمة ستوكهولم

 لماذا اختص الله شهر رمضان لنفسه

 طلاق الحامل

 سياسة الخنزير

 نشر الأحاديث مفطر

 رمضان مهبط الكتب السماوية

 كيف دعانا الله إلى الصوم

 سياسة الحمار والكلب

 آراء الفقهاء في رؤية الهلال

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 التدخين

 كيفية التيمم

 الرسم والتجسيم والتصوير

 آداب التّشييع

 الإظهار الشفـوي

 الباعث الشهيد

 القابض الباسط

 العدل 2

 دعاء التوسل

 بين هجرة النبي وهجرة الحسين

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net