#آية_وعبرة
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[سورة الحج : 11]
قوله تعالىٰ: {على حرف} أي: على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه. وهذا مثلٌ لكونهم على قلق واضطراب في دينهم: لا على سكون وطمأنينة، كالذي يكون على طرف من العسكر، فإن أحس بظفر وغنيمة قر واطمأن، وإلا فر وطار على وجهه ...
وبعبارة أخرىٰ: وكأنه يتأرجح في عبادته كما يتأرجح من يكون على طرف الشيء، فهو معرَّض للسقوط في أية لحظة.
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية روايات منها: عن ابن عباس قال: "كان الرجل يقدم المدينة، فإذا ولدت امرأته غلاما، ونتجت خيله. قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته، ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء ...".
والمتأمل في هذه الآية الكريمة يراها قد صوَّرت المذبذبين في عقيدتهم أكمل تصوير، فهم يقيسون العقيدة بميزان الصفقات التجارية، إن ربحوا من ورائها فرحوا، وإن خسروا فيها أصابهم الغم والحزن.
وشبيه بهذه الآية:
- قوله تعالىٰ في شأن المنافقين: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ}[سورة المنافقون: 58]
- وقوله (عزَّ من قائل) في شأن ضعيفي الإيمان الذين ينقلبون على إيمانهم إذا تغيَّر حالهم: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}[سورة الفجر]
       
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|