﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 هل الله متكلِّم؟ 

القسم : صفات الله تعالى   ||   التاريخ : 2011 / 03 / 05   ||   القرّاء : 16824

هل الله تعالى متكلِّم؟

     المُرادُ بالكلام : " الحروفُ والأصواتُ المسموعةُ المُنْتَظَمَةُ " ، ومعنى أنّه تعالـى متكلِّم ؛ أنَّه يوجِدُ الكلامَ في جِسْمٍ من الأجسام كما أوْجَدَ الكلامَ في الشَّجَرَةِ فَسَمِعَهُ موسى (عليه السلام) ، لا أنَّ الكـلامَ قائـمٌ به ، وإلا لكـانَ ذا حاسَّـةٍ لتوقُّف وجود الحروف والأصوات على وجود آلَتَيْهِما بالضّرورة ، فيكون الباري تعالى ذا حاسّة ، وهو باطل لاستلزامه الجِسمانيّة ، والجِسمانيّة تستلزم الافتقار ، والواجب تعالى لا يكون فقيرا .

     والدَّليل على إمكان تكلُّمه ما مرَّ في بحث القدرة ؛ فإذا كان التكلُّم من الممكنات تتعلّق قدرة الباري تعالى به. ولكن ما مِن دليل عقليّ يُمَكِّنُنَا من إثبات وقوع التكلُّم خارجا إلا السَّمع بقوله تعالى : >... وَكَلَّمَ الله ُ موسى تَكْلِيمًا< (1) ، >تلكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّم الله ُ...< (2). 

     شبهات وردود :

     ← أوّلاً : إذا كان الواجب تعالى عالِما بجميع المعلومات الممكنِ منها والواجب تعالى، فيكون عالِما بذاته ، وبما أنّ علمه عينُ ذاته ، فتكون ذاته وعلمُه شيئًا واحدا ؛ أي أنّ العالِمَ والمعلومَ شيءٌ واحد . ولكنّ العلم -كما هومعلوم-  إضافة بين العالم والمعلوم ، والإضافة تقتضي المغايرة ؛ أي لا بدّ في الإضافة من مغايَرة المضافِ للمضافِ إليه ، وفي المثال لا بدّ من مغايرة العالم للمعلوم .
الجواب : صحيح أنّ مِصْدَاقَ العالِم والمعلوم واحد (3)، وهي ذات الباري المقدّسة ، ولكنهما متغايران مفهوما -أي في الذِّهن- من الحيثِيَّة الجِهَوِيَّة ؛ فالواجب تعالى من جهة عالِم ، ومن جهة أخرى معلوم ، وهذا التغاير المفهوميّ كافٍ لتَحَقُّقِ الإضافة .

     ← ثانيا : إذا كان الواجب تعالى عالِما بجميع المعلومات وبكلِّ حالاتها ، فيكون عالِما بتغيّرها ، ممّا يؤدّي إلى تغيّر علمه أيضا ؛ فعلمه بالشجرة مورِقةً غيرُ علمه بها بعد تساقط أوراقها ، وتغيّر علمه يعني تغيّرَ ذاته لأنّ علمَه عينُ ذاته .

     الجواب : في المقام لدينا عالِمٌ وهو الواجب تعالى، ومعلومٌ خارجيّ وهو الممكن المُحْدَث ، وتعلّقٌ أو إضافةٌ بين العالِـم
والمعلوم ، ما إنْ تحصَل هذه الإضافةُ حتى تتّصف ذاتُه بالعِلم ، وبتغيّر المعلوم لا يتغيّر علم الذات الذي يلزم منه تغيّر الذات نفسها ، وإنّما تتغيّر الإضافة وهي أمر إعتباريّ لا ضيْرَ من تغيّرها .
_____________________

(1) سورة النساء الآية 164 .
(2)  سورة البقرة الآية 253 .
(3) أي أنّ وجودهما الخارجيّ واحد ؛ فالعالِم في المثال هو عين المعلوم .



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 هل يقال: أنا فاطر أم مغطر؟

 متلازمة ستوكهولم

 لماذا اختص الله شهر رمضان لنفسه

 طلاق الحامل

 سياسة الخنزير

 نشر الأحاديث مفطر

 رمضان مهبط الكتب السماوية

 كيف دعانا الله إلى الصوم

 سياسة الحمار والكلب

 آراء الفقهاء في رؤية الهلال

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 نادتنا الأرض

 محرَّم الحرام

 زواج رجال الدين المسيحيين

 الحب والغيرة وتعدد الزوجات

 زيارة الإمام محمد بن علي الجواد التقي (عليهما السلام) يوم الأربعاء

 غسل الميت المقطَّع

 التحية

 وضوء وغسل الجبيرة

 أنواع الطلاق البائن

 النقاء المتخلل والدم المشكوك

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net